في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه اليمن وبينما كانت نقابة الصحفيين اليمنيين تنأى بنفسها منهجا ووسيلة ورؤى وموقفا عن الصراعات السياسية في البلاد فوجئنا بقيام قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني في محافظة عدن ، هذا اليوم الأربعاء ١ مارس ٢٠٢٣ باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن والإستيلاء عليه وإرهاب الهيئة الإدارية للفرع والعاملين في المقر وممارسة الوصاية المسنودة بالقوة العسكرية لفرض أجندات لاعلاقة لها بمهنة الصحافة ولاتخدم العمل النقابي في البلاد.
إن إقتحام مقر النقابة المملوك بموجب القوانين والوثائق للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين يشكل تعديا سافرا على الحياة النقابية، ويدمر بمعاول هدم انجازات الفعاليات النقابية وتماسكها في مشهد معقّد ظلت فيه نقابة الصحفيين تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف باعتباها منظمة مهنية هدفها حماية الحقوق وصون الحريات والدفاع عن منتسبيها.
إن نقابة الصحفيين اليمنيين وعبر كل محطاتها التاريخية ظلت وستظل تؤدي أدورا بالغة الأهمية في تجسيد العمل المدني والحفاظ على تماسك العمل النقابي والإضطلاع بمسؤوليات جسيمة في تعزيز التحولات الديمقراطية وتفعيل أداءات الروافع الاجتماعية في خدمة البلاد وتأصيل حق المعرفة وحرية الرأي التعبير وذلك في تجلٍ واضح لقدرة نقابتنا ووعيها في استلهام احتياجات النهوض والتطور في حياتنا العامة وهو ماجعلها كيانا مهنيا خالصا بعيدا عن الاستقطابات والتجاذبات التي لاتخدم العمل النقابي.
إن نقابة الصحفيين اليمنين إذ تستنكر بأشد العبارات اقتحام مقرها من قبل قوات الحزام الأمني في عدن فإنها تحمّل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن هذا السلوك الخارج عن كل القوانين والأعراف وتطالب بالتالي:
١- سرعة إخلاء المسلحين للمقر دون قيد أو شرط.
٢- إعادة المقر للهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين المنتخبة من أعضاء النقابة في عدن.
٣- ضمان حماية أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة عدن وكل منتسبي النقابة وعدم تكرار هذه الحوادث.
إننا في هذا الصدد وإذ نعلن أن مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين سيكون في اجتماع مفتوح لمتابعة المستجدات فإننا ندعو جميع أعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين إلى التفاعل ورفع الصوت عاليا عبر كل المنابر الإعلامية لإدانة واستنكار هذا التصرف الأرعن، والدفاع عن كل مكتسبات النقابة والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة هذه التحديات والتهديدات التي تمس نقابتنا وتحاول النيل منها.
كما تدعو نقابة الصحفيين اليمنيين ولاسيما اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات والنقابات والجمعيات المعنية بالإعلام والحقوق والحريات إلى الوقوف بجانب نقابة الصحفيين اليمنيين في هذا الظرف الصعب، والتضامن معها، والضغط بكل الوسائل لتحقيق مطالبها.
إن نقابتنا نقابة الصحفيين اليمنيين ستظل حرة وقوية ومتماسكة ولن ينال منها الباحثون عن أجندات سياسية لاعلاقة لها بالعمل النقابي والصحفي، لكنها في نفس الوقت تستشعر الأخطار المحدقة وتحتاج إلى موقف جاد، وإلى استنفار كل منظمات العمل المدني في الداخل والخارج فالحقوق لاتصان إلا بالتحرك الشجاع لإيقاف هذه الانتهاكات السافرة.
صادر عن نقابة الصحفيين اليمنيين
١ مارس ٢٠٢٣